#جرائم_تاريخية
#ديبندرا_الأمير_الذي_ذبح_عائلتهعام 2001م وقع واحد من أكبر الحوادث التي شهدها القرن العشرين ،حتى الآن ،ولم تكن ضخامة الحادث مقتصرة على عدد ضحاياه أو المضارين مباشرة منه ،فهو عدد يعتبر هينا مقارنة بحوادث وجرائم أخري فتكت بالعشرات ،أو حتى بالمئات في فورة قتل واحدة ،لكن أثر هذا الحادث الذي سُمي إعلاميا ب(المذبحة الملكية ) ،أدي ليس فقط إلي موت عشرة أفراد من عائلة ملكية واحدة ،في أقل من ساعة من الزمان ،بل أيضا إلي تزعزع نظام حكم بأسره ،ثم سقوطه لاحقا بعد خمس سنوات لا أكثر !
في الأول من يونيو 2001م ،وفي حوالي الساعة الثامنة مساء ،كان ثمة حفل صغير اعتيادي للغاية في قصر ياراتهيتي الملكي /كاتمندو /نيبال ،في القسم المخصص لولي العهد ،الأمير الذي سيخلف أباه على العرش ،”ديبندرا بير بيكرام شاه ” Dipendra Bir Bikram Shah ،الذي شارف عامه الثلاثين ،الشاب الثري المدلل والذي ولد ليحكم ،كان الحضور كلهم ينتمون إلي نفس الطبقة المرفهة ،الأبوين الملكين “بيرندرا ” Birendra of Nepal،على عرش النيبال منذ عام 1975م ،والملكة “أشواريا ” ،إضافة إلي أشقاء الأمير الأصغر سنا ،ومعظم أفراد عائلته الحاكمة ،كل شيء كان اعتياديا وربما مملا كذلك ،وفي البداية أفرط الأمير في الشراب ،لا أحد يعرف ما إذا كان يشرب ليسمر مع رفاقه الأثرياء وأصدقائه ،أم أنه يشرب لينسي ،كان للأمير حزازة شخصية مع أقرب الناس إليه ،إذ منعوه من الزواج بمن يحب ،”ديفياني رانا ” ،الفتاة الثرية المثقفة ،التي كانت عائلتها على خلاف قديم مع العائلة الحاكمة ،لكن كان كل شيء على ما يرام ،ويمكن للأمير أن يختار عروسا أخري غير “ديفياني ” ،ومن ترفض الاقتران بأمير وملك مستقبلي ،غير أن صفات “ديبندرا ” الشخصية لم تهده إلي حل مرضي لأزمته ،كان الأمير مدمنا على الحشيش كما على الخمر كما على الأدوية المضادة للاكتئاب ،ثلاثي مرعب ،وبعد قليل من بدء الحفل ،حيث كان يحتشد نحو عشرين شخصا من أسرته حوله ،راح الأمير يشرب بشكل مفرط ،ثمل وأصبح في حالة يرثي لها ،فأخذه رفاقه المقربون إلي الفراش لينام ،ونام بالفعل ،كان مقدرا له أن ينام طويلا تلك الليلة وما بعدها ،لكن للأسف أن هذا المصير عينه كان مكتوبا على معظم الحاضرين ،سيئي الحظ في هذه الليلة المرعبة !
قبل أن تدق الساعة التاسعة مساء كان “ديبندرا ” قد نهض من فراشه ،وحيدا أرتدي زيا عسكريا وحمل مسدسا ،كان الأمير يجيد استعمال الأسلحة ببراعة ،وتوجه رأسا نحو قاعة الاحتفال ،هناك كان جميع الحضور ،عدا جدته التي كانت في حجرة جانبية بعيدة عن قاعة الحفل ،وشق الأمير طريقه نحو المكان الذي يقف فيه والده ،ودون توقع من أي شخص ،أطلق النار مرتين على أبيه !
فجأة أنفجر الهلع في القاعة ،ركض الناس تجاه الملك المصاب ،بينما وقف الأمير مذهولا يراقب ما فعل ،لعله كان في حالة إنكار لحظي لما حدث ،في تلك اللحظة هوي المسدس من يده ،لكن الحضور لم يغتنموا الفرصة الوحيدة والأخيرة ،انشغلوا بالملك الذي ينزف بغزارة ،تاركين “ديبندرا ” يعود من حيث أتي ،كانت تلك غلطة مهلكة ،فالأمير ذهب ليحضر مزيدا من الأسلحة ،منها بندقية إم 16 ،عاد ليفتح النار مجددا ،وهذه المرة أردي ثمانية أشخاص آخرين ،وكرر إطلاق النار على أبيه المصاب ،لم يميز “ديبندرا ” ،بل راح يقتل الجميع بما فيهم أبويه ،وأخيه وأخته ،وعمه وعماته وغيرهم من أقاربه ،انتهت المجزرة بإطلاق الجاني النار على رأسه ،جهة اليسار ،ليسقط مصابا هو الآخر ،ويموت بعد ثلاثة أيام دون أن يفيق من غيبوبته ،لكنه مات ملكا لا أميرا ،إذ تم إعلانه ملكا على البلاد ،بعد إعلان وفاة أبيه عقب وقوع الحادث المؤسف ،لا يزال الحادث لغزا في حد ذاته ،ومحاط بكثير من الشكوك ونظريات المؤامرة المحببة ،غير أن خطأ الحاضرين الذي تقاعسوا عن شل حركة الأمير ،والحيلولة دونه ودون استكمال المذبحة ،بعد أن أعطوه فرصة الخروج الآمن ،وجلب مزيد من الأسلحة ،كان واحدا من أكثر الاخطاء فداحة ،وإلحاقا للضرر في تاريخ الجرائم كلها !
الاصدقاء
المجموعات
موشن جرافيك
المجموعة العامة
تصوير المنتجات ومقاطع فيديو
المجموعة العامة
كتابة بحوث واستشارات
المجموعة العامة