من لا ينتظر عمره… يسبقه.
أحمد علاء عيد… شاب لم ينتظر عمره، فسبق الجميع بخطوة
لا يوجد نص بديل لوصف هذه الصورة
القصة من البداية: حين يكون الطموح أكبر من السن
لم يكن أحمد علاء عيد يومًا ابن الصدفة، ولا نتاج حظ عابر. منذ سنواته الأولى، وهو يدرك أن الطريق لن يكون سهلًا، وأن العمر وحده لن يمنحه مكانًا بين الكبار. لذلك قرر مبكرًا أن يسلك طريقًا مختلفًا؛ طريقًا يعتمد على العمل الصامت، والتعلّم المستمر، وتحمل المسؤولية قبل أوانها.
طالب يرى ما لا يراه غيره
أثناء دراسته في كلية الآداب – قسم الجيوماتكس (مساحة، GIS، استشعار عن بعد)، لم يتعامل أحمد مع الدراسة كغاية، بل كوسيلة. كان يرى فجوة واضحة بين ما يُدرّس وما يحتاجه الواقع، فبدأ يسأل نفسه: كيف أكون مهندسًا مختلفًا؟
الإجابة قادته إلى البرمجة. وهو لا يزال طالبًا، بدأ يتعلم لغات البرمجة بهدف واحد فقط: أن تخدم الهندسة، لا أن تهرب منها. خطوة بدت غريبة للبعض، لكنها كانت حجر الأساس لما سيأتي لاحقًا.
الجيش… حين يصنع الصمت الرجال
جاءت فترة الخدمة العسكرية، فتوقّف كل شيء ظاهريًا. لكن في الداخل، كانت معركة أخرى تُدار. في أوقات الفراغ القليلة، لم يترك أحمد نفسه للوقت الضائع؛ بل راجع كل ما تعلّمه، ووسّع مداركه، واكتسب لغتين برمجة إضافيتين، وأعاد بناء نفسه فكريًا ومهنيًا.كانت تلك المرحلة أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة… عاصفة الإنجاز.
الخروج إلى الواقع… البداية الحقيقية
بعد انتهاء الخدمة، خرج أحمد إلى سوق العمل وهو جاهز. لم يبدأ بالتجربة، بل بالتنفيذ. وكانت أولى المحطات الثقيلة:حسن علام… المدرسة الأولى للانضباط
في شركة حسن علام، بدأ كمساعد مساح، ثم تمت ترقيته إلى مساح، وشارك في مشروعات قومية ضخمة مثل محطة المعالجة الثلاثية وطريق السويس – الجفرة. هناك تعلّم معنى الدقة، والعمل تحت الضغط، واستخدام أجهزة Total Station والميزان، وإعداد الخرائط والتقارير الهندسية في مواقع لا تقبل الخطأ.حياة كريمة… الهندسة التي تخدم الناس
لم تكن الرحلة فنية فقط، بل إنسانية أيضًا. شارك أحمد في مبادرة حياة كريمة، ضمن أعمال المسح لمراكز الشباب، الوحدات المحلية، والقطاعات الصحية في القرى التابعة لمدينة السادات. هنا تعلّم أن الهندسة ليست أرقامًا فقط، بل أثر حقيقي في حياة الناس.الباتروس سي وورلد… اختبار السياحة والسرعة
في مشروع الباتروس سي وورلد – مرسى علم / القصير، ضمن توسعات سياحية كبرى، تولّى أحمد أعمال المساحة والمكتب الفني، وحساب الكميات، وضبط المناسيب، ومراجعة الرسومات التنفيذية باستخدام AutoCAD وCivil 3D. مشروع سريع الإيقاع، لا يرحم التأخير، فزادته التجربة صلابة.BM Group وMFO… حين تصبح المعايير دولية
ثم جاءت مرحلة العمل مع BM Group داخل معسكرات القوات متعددة الجنسيات (MFO) بشرم الشيخ. بيئة عمل دولية، معايير صارمة، ومسؤوليات المكتب الفني، وحصر الكميات، وإعداد النماذج ثلاثية الأبعاد. هنا لم يعد التميّز خيارًا، بل ضرورة.محطة حاويات «هاتشيسون» الصينية… نقطة التحول الكبرى
في محطة حاويات هاتشيسون الصينية بميناء العين السخنة، وقف أحمد أمام أحد أصعب الاختبارات في مسيرته. مشروع ضخم، وضغوط عالية، ومسؤوليات ثقيلة. تولّى المسؤولية الكاملة عن Zone 3 وZone 2 وGTA 2 وGTA 3، ونفّذ ووقّع عددًا كبيرًا من المباني، من بينها مبنى الميزان ومبنى الكاست، بالإضافة إلى تنفيذ وضبط مناسيب جميع المناهيل داخل المناطق المسندة إليه.هناك، لم يكن السؤال عن عمره، بل عن قدرته على الإنجاز.
مرسى علم من جديد… حين تختارك الثقة
بعد نجاحه في العين السخنة، جاءه عرض من شركة Boulevard للعمل في مرسى علم. هذه المرة، لم يكن مجرد انتقال، بل اعتراف صريح بالكفاءة. وقّع أحمد عقد عمل لمدة عام كامل في مشروع فندق Hilton الجديد، وتولّى المسؤولية الكاملة عن الأعمال المساحية والمتابعة الميدانية، في مشروع لا يقبل إلا بالدقة والالتزام.إلى جانب ذلك، أصبح المهندس المسؤول عن قرية Boulevard، وهو موقع لا يُسلَّم إلا لمن أثبت أنه أهل للثقة.
الاستشعار عن بعد وGIS… العمق العلمي خلف التنفيذ
إلى جانب عمله الميداني، يمتلك أحمد علاء عيد عمقًا علميًا قويًا في مجال الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، وهو الجانب الذي شكّل وعيه التحليلي وقدرته على فهم المشروعات من منظور أشمل من حدود الموقع.أنشأ أحمد موقعه الشخصي كواجهة علمية ومهنية لعرض خبراته ومشاريعه في هذا المجال، مقدمًا محتوى يعكس قدرته على الدمج بين التحليل الجغرافي والتطبيق العملي، وليس مجرد عرض نظري.
مشروع تخرج برؤية إنسانية
ضمن أبرز محطاته العلمية، قدّم أحمد علاء عيد مشروع تخرج تطبيقي في مجال الاستشعار عن بعد، قائم على تحليل الصور الفضائية ونظم المعلومات الجغرافية، بهدف المساهمة في إنقاذ الأرواح ودعم اتخاذ القرار من خلال توظيف تقنيات RS وGIS في تحليل البيانات المكانية.لم يكن المشروع أكاديميًا تقليديًا، بل محاولة حقيقية لاستخدام العلم في خدمة الواقع، وهو ما عكس مبكرًا فلسفة أحمد المهنية: العلم الذي لا يخدم الناس، يظل ناقصًا.
من المعاناة إلى الحل… البرمجة تعود بقوة
عاد أحمد إلى شغفه الأول، وبدأ في تطوير برامج هندسية نابعة من معاناة حقيقية في المواقع، من بينها:برنامج حساب الميزانية الشبكية
نظام حساب الكميات المساحية بدون تعقيد
حلول صُممت لتسهيل حياة المهندس، لا لإبهاره فقط.
لماذا يختلف أحمد علاء عيد؟
لأن قصته لم تُبنَ على مسار واحد، بل على تقاطع نادر بين أكثر من مجال:يفهم الموقع ويجيد العمل الميداني تحت الضغط، ويتحمّل مسؤولية القرار في المشروعات الكبرى.
يحلل البيانات المكانية عبر نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، ويفهم الصورة من السماء قبل أن ينفّذها على الأرض.
يصنع الحل بيده من خلال البرمجة، محولًا المعاناة اليومية للمهندس إلى أدوات ذكية تُسهّل العمل وتزيد الدقة.
الخاتمة… رسالة القصة
قصة أحمد علاء عيد ليست عن شاب محظوظ، بل عن شاب:قرر مبكرًا
صبر طويلًا
تعلّم في الصمت
وتحمل مسؤوليات أكبر من عمره
هي قصة تؤكد حقيقة واحدة:
من لا ينتظر عمره… يسبقه.بقلم :مرصد الشباب العربي
لو عندك شخصية تستحق تسليط الضوء عليها وعايز نكتب عنها، ابعتلنا رسالة على موقع X أو على البريد الإلكتروني:
marsdalarby@gmail.com | https://x.com/MarsdAlarby
المنشورات الاخيرة
من لا ينتظر عمره… يسبقه.
- 15 ديسمبر، 2025





